هذا الذي طاف في أطرافه الحرم
و قبلة البیت مسجود و محترم
في حربه صارم في جوده عَرِم
یا سائلي أین حلّ الجود و الکرم
عندي بیان إذا طلّابه قدموا

هذا الذي استناد الشمس طلعته
مصباح مشکوة نور الله بهجته
کجدّه رفعة المعراج رتبته
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
و البیت یعرفه و الحلّ و الحرم

هذا الذي تحسد البیضاء سائله
قد أیّد الله عند المدح قائله
کالکفر بالله من ینکر فضائله
هذا ابن فاطمة إن کنت جاهله
بجدّه أنبیاء الله قد ختموا

ساد السلیمان بالإجلال نملهم
في الأمر مثل جنود الله شملهم
في الکائنات کظلّ الله ظلّهم
هذا ابن خیر عباد الله کلّهم
هذا التقي النقي الطاهر العَلَم

الإنس و الجنّ مفطور بحبّهم
العرش و الفرش موجود بخلقهم
الخلد و النار مقسوم بأیدهم
من معشر حبّهم دین و بُغضهم
کفر و قربهم منجا و معتصم

للمجرمین کمال الصفح عادتهم
إن عُدّ أهل التُّقی کانوا ائمّتهم
أو قیل من خیر خلق الله قیل هم
هم حجة الله سرالله سرّهم
بین الوری کرسول الله قدرهم

في الإتّباع کأمر الله أمرهم
.............................
............................
مقدّم بعد ذکر الله ذکرهم
في کلّ بدء و مختوم به الکلم

مِن حسن باطنه سل حسن ظاهره
سبحانه ما له مثل کفاطره
ثکلتک أمّک انظر في عشائره
و لیس قولک من هذا بضائره
العُرب تعرف من أنکرت و العجم

لا ظلّ في الحشر إلّا ظلّ رایتهم
ما فاز من فاز إلّا مِن ولایتهم
ما ناج من ناج إلّا مِن هدایتهم
لا یستطیع جواد بعد غایتهم
و لا یدانیهم قوم و إن کرموا

عزّ التقرّب موقوف بقربهم
الکتب منزلة في ذکر نصبهم
الطور مقتبس من نور قلبهم
یستدفع الضرّ و البلوی بحبّهم
و یستزاد به الإحسان و النّعم

شمس الإمامة بدر في صباحته
لم یسمح الدهر مثلاً في سماحته
کأنّ مقدمه مسک بساحته
یکاد یمسکه عرفان راحته
رکن الحطیم إذا ما جاء یستلم

مِن جوده وسعت الآمال قد دمت
أعطاف أذیالهم بشری لمن لزمت
هم السلاطین ما قد أخرمت خرمت
هم الغیوث إذا ما أزمة أزمت
و الأسد أسد الشری و البأس محتدم

أعلام دین الهدی عال بسیفهم
البحر منفعل من جود کفّهم
فإنّ کفّهم کافٍ بوصفهم
لا تقبض العسر بسطاً من أکفّهم
سیّان ذلک إن أثروا و إن عدموا

ذي المجد و النسب الأعلی الرفیع هم
رقّ من النار في العقبی مطیعهم
حلّ المشاکل في الدنیا صنیعهم
إن قال قال بما تهوی جمیعهم
و إن تکلّم یوماً زانه الکلم

مرفوعة رایة الکسری بنصرته
البیت زائرة أطراف حضرته
الکائنات عموماً تحت قدرته
ینشقّ نور الهدی عن صبح غرّته
کالشمس تنجاب إشراقها الظلَم

نور الإمامة إرثاً کان طلعته
سل مِن غدیر خمّ بالدّهر رفعته
مَن کنت مولاه ذاک الیوم خلعته
مشتقّة من رسول الله نبعثه
طابت عناصره و الخیم و الشیم

قد زلزل الأرض خوفاً من تهدّده
هذا الذي کان وتراً في تزهّده
کأنّه صدق محض في تعهّده
ما قال لا قطّ إلّا في تشهّده
لولا التشهد کانت لاؤه نعم

بالدهر جوهر فرد في نجابته
نفس النبي التهاميّ في قرابته
کأنّه طود وقر من صلابته
یغضي حیاءً و یغضی من مهابته
فلا یکلّم الناس إلّا حین یبتسم

هذا الوصيّ و أوصوا الأوصیاء له
هذا الوليّ أقرّوا الأولیاء له
هذا التقي أقرّوا الأتقیاء له
بجدّه دان فضل الأنبیاء له
و فضل آبائه دانت له الأمم

هذا أبوه ذبیح الله قلتُ أجل
أو جدّه کان سیف الله قلت أجل
أم کان عین رسول الله قلت أجل.
هذا الذي عمّه الطیّار جعفر و ال –
مقتول حمزة خیر لیث حبّه قسم

الکفر و الشرک من صمصامه أبق
المبغضین له مثویهم وبق
في العلم و الجسم لم یسبق له سبق
بکفّه خیزران ریحه عبق
بکفّ أروع في عرنینه شیم

إنّ الجمال یحبّ الله جمّله
و اختاره أزلاً فی القدر جلّله
و في مکارمه الأخلاق کمّله
الله شرّفه قدماً و فضّله
جری بذاک له في لوحه القلم

نور من الله في نور طویّته
عین الهدایة و الإرشاد نیّته
مِن جوهر القدس مخلوق سجیّته
مَن یعرف الله یعرف أو لویته (؟)
و الدین من بیت هذا ناله الأمم

في الدین سِلم رسول الله سِلمهم
و آیة البأس في القرآن ثَلمهم
و مظهر الرحم و الغفران حلمهم
هم آل طه و في أنوار علمهم
إلی طریق الهدی یستبصر الأمم

و الله مِن غایة الإیضاح باهرة
بل من إبانته کالشمس ظاهرة
لولاهم لم یکن للشمس باصرة
لولاهمُ لم یکن دنیا و آخرة
و لا سماء و لا لوح و لا قلم

هذا الإمام و سیف الله عاضده
العقل کالنقل في الآفاق شاهده
في فضله قد کفی من کان جاحده
هذا الذي أحمد المختار والده
و ابن الوصيّ الذي في سیفه النقم

من غیره بقریش کان کافلها
من غیره یتسلّی حال سائلها
اسئل یتمها و اسئل أراملها
إذا رأته القریش قال قائلها
إلی مکارم هذا ینتهی الکرم

کفّیه أصل السخاء و الجود فرعهما
النوح من وقعة الطوفان منه نجی
نجی الخلیل به من حَرّ نار لظی
[مِن نوره قد تجلّی الطور لیل کذا
من لطفک الحوت ألقی یونس بن متی]
......................
......................

کأنّ وتراً علی الإعطاء شفعهما
کنیّرین علی الآفاق رفعهما
...........................
کلتا یدیه غیاث عمّ نفعهما
یستوفیان و لا یعروهما عدم

لا زال ناظمه في الرأي صائبة
لا زال أفکاره في الدهر ثاقبة
في مدحه حیث انشده مخاطبة
و لیس إیجاد هذا الخلق قاطبة
إلّا لیعلم هذا الخلق فضلهم

یا أهل بیت النبيّ الصفح شیمتکم
قد أظهر الله في الدارین رتبتکم
أستغفر الله من جرمي بحرمتکم
الداعي المرتجی یرجو شفاعتکم
من خزي یوم لنا لا تنفع النّدم

قد قیل لي أرّخ التخمیس قلت له
في خاطري لفظ فالتخمیس مرتسم
....... .......